أميرة الحب °¨¨™¤¦¤ٌٍِ المشرفون¤¦¤ ™¨¨°
عدد الرسائل : 368 العمر : 31 تاريخ التسجيل : 24/02/2008
| موضوع: إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً السبت مارس 22, 2008 4:26 pm | |
| كانت أكبر من كلمة أخوة .. تلك العلاقة التي تربطه بشقيقته .. كانا كالروحين في جسد واحد .. أنفاس جسمين والنبض لقلب واحد .. لم ينجب والدهما غيرهما ابناء .. فكانا لبعضهما الأخوة والأخوات .. تربيا ، كبرا ، نضجا معاً فتقاسما حلو الحياة ومرها .. حتى وصل بهما العمر لما قبل الرحيل .. وخاصة وأنه لم يكن بينهما الكثير من السنوات .. فوقعت الأخت أولاً طريحة الفراش ، داهمها مرض ما قبل الوداع .. وأن لم يكن لهما من العمر ذاك الكثير .. وسهر الأخ عليها ليلاً ونهاراً .. ففراق الحياة سهل .. ولكن ليس فراق الشقيقة .. لكن كانت مشيئة الله أقوى من كل شيء .. واضطر الأخ لمواجهة وفاة شقيقته .. اعتصر قلبه الألم ، فقد كانت شقيقة روحه وسلوة فؤاده ، وتمنى لحظتها لو أن هذا العمر الذي كتب عليه دون شقيقته كان شيئاً مادياً لأهداه أخته وارتاح قبلها .. وبقي وحده يسأل نفسه كيف الحياة بعدها .. واسترق قطرات حزينة لوالدته التي غلبها العمر وافجعتها المصيبة إذ لم يدع لها الحزن قلباً ولا عقلاً ، فلم يبق منها غير بقايا انسان .. استرق النظر إليها يواسيها مواساة المبتلي مع أنه أكثر من يعيش البلاء .. فالمرحومة لأمه كانت ابنتها فقط ، بينما له كانت شقيقة الروح وحبيبة القلب ورفيقة العمر وسلوى الفؤاد .. جاءت لحظات الألم اكثر قسوة عندما حملها مع جماعة من أهله للصلاة عليها .. حملها وهو لا يكاد يشعر بنفسه .. حمل ذلك القضيب وهو لا يشعر باصابعه ، ولا يشعر بيده ، لا يشعر بوجوده .. وكأن الاحساس بالوجود تغير يومها ثم بدأت الصلاة .. ليست المرة الأولى التي يصلي فيها على ميت لكن الميت هذه المرة مختلف .. انه هو .. نعم تلك الجثة المكفنة بالبياض ليست سوى روحه .. لذلك بدأت الصلاة على نفسه غريبة .. وجاءت لحظات الحزن أكثر وحدة وهو ينزلها إلى مثواها الأخير ويهيل على جسدها الطاهر التراب .. ينظر إلى نعشها منتظرا معجزة تنهض اخته من موتها .. ولكنه يعود ويتذكر بأن الموتى لا يعودون .. وأخيراً بعد النظرة الأخيرة إلى وجهها البريء ، اهيل عليها التراب .. انتهى الدفن ولم تتوقف الدموع .. فهو لم يدفن شقيقته بل قد دفن قلبه .. عاد إلى بيته كما عاد كل الناس إلى بيوتهم ن فكل شيء زائل إلا وجه الله .. استلقى على سريره واصبح يقلب تفكيره بين سنوات العمر ، اصبح يستعيد شريط الذكريات .. كل لحظة قضاها مع شقيقته ، كل ضحكة ودمعة تبادلها معها .. فلقد عاشت معه كل موقف وكل ساعة من عمره الذي شاء الله أن يطول بدونها .. لكن ما أقسى الأقدار فلقد فارقته بعد كل تلك السنين في لحظة . وبينما هو في تفكيره السارح ، شعر بالشوق إلى أخته ، فالبرغم من أنها فارقته من ساعات معدودة إلا أنه اشتاق إليها شوق الظامئ في الصحراء للسراب .. وسرعان ما مد يده إلى محفظته التي كانت في جيبه حتى يستخرج صورة شقيقته ويتأملها ، ولكن تفاجأ بأن محفظته لم تكن بجيبه .. بحث عنها ، حاول ايجادها لكنه لم يجدها وهو متأكد بأنها كانت في جيبه ، ولم يطل البحث حتى تذكر أحساسه بسقوط شيء منه أثناء الدفن .. ولم يطل التفكير بالأمر ، بل سحب نفسه مرة اخرى إلى المقبرة فلعله لا يشعر بالوحدة هناك ولعله يحصل على ضالته .. خاصة وأنه ضيع الكثير من الأشياء .. كان المكان موحشاً للغاية ، والسكون يملأ المكان والظلام الدامس وهو وحيد ، لا يشعر بالخوف بقدر ما يشعر بالضياع .. اقترب من قبر أخته يبحث عن المحفظة ، لكنها على ما يبدو تحت التراب فلقد وقعت أثناء الدفن وفيها من الأموال والأوراق ما لا يستغني عنه ، لذا شرع بالحفر بأداة أخذها معه ، وأصبح يحفر حتى أضناه الحفر ، حتى شعر بأنه سيصل إلى المحفظة .. ولكن القصة تبدأ هنا .. عندما مد يده ليلتقط المحفظة ، وما ان ألتقطها حتى شعر بلفح النار يحرق يده فيرسم عليها آثار الحريق .. أعاد التراب سريعاً مكانه ، ولكنه لم يتردد من تفقد القبر ليتأكد مما أصابه .. تلمس القبر من الخارج ليجده حاراً كالفحم المحترق ، بل وشعر بالحر من شدة الحرارة التي انبعثت من الفتحة التي حفرها .. أخته محاطة بالنار ، أنها تتعذب في القبر .. شعر بالخوف والهلع وبلغ منه الرعب مبلغه .. كاد أن يسقط على قبر أخته ولكنه تمالك نفسه ومشى كيفما قدر وخرج من المقبرة يسأل نفسه ما الذي اقترفته أخته من الذنب ليحترق جسدها؟؟ لتتلوى بنيران القبر ؟؟وأخذه السؤال إلى والدته .. أخبرها بقصة أخته .. أراد منها أجابة ما الذي اقترفته أخته .. استفهمت الأم عن السؤال وأدركت سبب العذاب .. فالتفتت إلى ابنها باكية حزينة ، وأجابته بنبرة يملأها الإنكسار : نعم كانت من خير النساء ، لكنها لم تقبل النصيحة ولم تستمع لأحد ولم تحاول التغيير من الذي أحرق اليوم شأنها .. انها ، انها صلاتها .. فلقد كانت تؤخرها دائماً دون عذر ، رغم نصح الجميع .. والله لا يرحم المستهترين .. ولا يصفح عن اللامبالاة بالدين ......اللهم إنك عفو كريم فاعفو عنا أجمعين.اللهم لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا و لا تحملنا ما لا طاقة لنا به و ارحمنا إنك أنت أرحم الراحمين. | |
|
دمعة فلسطين صُِاُحُِبُ اُلِـِمُوقِـُعُ
عدد الرسائل : 765 العمر : 33 الموقع : فـلسـطـين تاريخ التسجيل : 28/02/2008
| موضوع: رد: إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً السبت مارس 29, 2008 2:02 pm | |
| | |
|
عاشق لبنان °¨¨™¤¦¤ٌٍِالـمـراقـبـة¤¦¤ ™¨¨°
عدد الرسائل : 56 العمر : 34 تاريخ التسجيل : 23/05/2008
| موضوع: رد: إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً الأحد مايو 25, 2008 4:00 pm | |
| كل الشكر على المعلومات الرووووووووووووووووووووووووووووووووعة تحياتي وشكري | |
|