دمعة فلسطين صُِاُحُِبُ اُلِـِمُوقِـُعُ
عدد الرسائل : 765 العمر : 33 الموقع : فـلسـطـين تاريخ التسجيل : 28/02/2008
| موضوع: الشهيدة سـناء محيدلي عـروس الجـنـوب أللـبنـاني. السبت مايو 10, 2008 4:45 am | |
| سيدتي الشهيدة ..سناء محيدلي
نقف في هذا اليوم ليس لنحي الذكري ، لا بل نقف بخجل لنتذكر من انت ايتها الاسطوره، و كيف بلغ النبوغ سبعة عشر ربيعا في فاسفة المقاومة و التحرير في قلب و روح هذه الصبية التى اعلنت ان لا حرية بدون شهادة و لا وطن بدون فدأء .
يمر اليوم سيدتي و امتك العربية كما هي امتنا باردى درجة في تاريخها ، نعيش اليوم سيدتي و شعبنا العربي باقصى درجة من الاستبداد و الظلم ، نعترف اليوم سيدتي اننا كم بحاجة الى سناءات و كم نحن واجلين .
اقص عليك اليوم سيدتي مختصرا من التاريخ و التاريخ بالنسبة لك ابتدأ من نيسان و نحن نعيش نيسان اليوم ليس كما رغبتي و ليس كما صنعتي و ليس كما استشهدتي . مرت سنوات عجاف بعد رحيلك ، مرت عظام المصائب بعد رحيلك ، اكملوا التحرير و تحرر جزء من شامك العربي و بقي الكثير و ضاع الكثير . جيلك من الاستشهاديين مضوا كبارا مثلك و حرروا جنوبك الحبيب كما ذكرتيه في الوصيه ، و اكملوا شرارة المقاومة بعزة و إباء لا يوصف وكان تحرير و صار وطن .
ولكن لم يكتمل حلمك لا بل "ضيعوه يا ابنة العم" ، من اين ابدأ لك في مختصر التاريخ هذا ؟ من قيادات او من زعامات او من انظمة ؟ ، سيدتي لم يبقى الا القليل على العهد .. و استميحك العذر لم يكونوا اوفياء و لم نكن اتقياء و لم نبقى ولا حتى اصدقاء.
سيدتي الشهيده ، قريتك تفاخرت و كبرت و ازدحمت ولكنها لم تستطع ان تحتضن رفاتك و تسالين و الجواب انها لم تعد تتسع لمقامات الشهداء امثالك ، و لم تقدر ان تبني لك قبرا من مزاحمة قبور الزعامات و القادة و الميسورين و اصحابهم و ازلامهم و اصدقاء اصدقائهم و الى اخر القبور توسعا.
سيدتي الشهيدة ، حزبك الذي"آمنت به" لم يجرأء على ان يبني لك مرقدا و لو في المقابر ، و لم يصنع لك تمثالا و لم يعلن عن جائزة باسمك و دبت في ارجائه مراسم الصمت ، وكنت اكبر منه وكان استشهادك اكبر منه .. و للامانة " ذكروكي منذ سنه او اقل او اكثر في موقعهم عل شبكة الاانترنت " نعم لم يكن هذا التطور على زمانك ولكنك اصدق من كل ازمنتهم . وايضا للامانة حصل تكريم ضخم لك في "الفورم دي بيروت " منذ عامين و لم يكن احد من عائلتك مدعو...
سيدتي الشهيدة ، وطنك الكبير لا بل شامك الاكبر بدأ من لبنان و الى كل العرب تذكرك بالقصائد و الاشعار كما افعل انا دائما في كل عام و قام بعدك شهداء كثر و غاب ابطال كثر و رفاق كثر و زعماء كثر. اليوم سيدتي و بحزن اقول بدات شعوب بالغياب و بدأت امم بالانقراض و بدأت مبادىء بالانحلال و الخوف كبر و الاحزان تعاظمت و اكبر الخوف ان يعود الاحتلال .
سيدتي الشهيدة ، اسقطوا بغداد بيوم استشهادك ، و عبثوا بها دمار و خرابا و ما زالت تنزف دما و مازال الجرح يكبر و يكبر و ينزف بشراسة ما قبل الموت ، و فلسطين ... بيعت في سوق الانظمة العربية التى تعهدين ، الجولان لم يتحرر و مات من اهديته استشهادك في الوصيه ، و لبنانك آه من لبنان هذا . العدو هو هو ، و الشعب ليس هو ، ف كمال الحركة الوطنية جاء و ريثه و اختار عدوا اخر غير الصهاينة ، و قيادات التحرير و الوطنيين اصبحوا رجال اعمال و تجار كبار و لكن في السياسة ، و رجال الارث بددوا ثروات الوطن و بنو "الدون تون" ، و العدو هو هو ، قتلوا رفيق الحريري و لائحة كبيرة من الشهداء و الابرياء و العدو هو هو ، تغيرت كل المقامات و الكراسي ، منهم من كبر و منهم من صغر و منهم من ينتظر و العدو هو هو ، و المقاومة كبرت و تعززت و حررت و اسموه مليشيا خوفا منها و العدو هو هو ، و سمير جعجع" اصبح بنظر الوصاية الجديدة بطلا قوميا لبنانيا " و العدو هو هو، و الشام اصبحت عدوة الوارثين ويطلبون منها " الطار الطار من لحود ومن بشار" و لعدو هوهو ، و حكام اليوم يريدون انهاء عقد المقاومة و احالتها للتقاعد و العدو هو هو ، و اميركا و فرنسا في لبنان تعمل" لخير الدنيا و الدين "و تصول و تجول في بيوتنا و العدو هو هو ، و كثيرا من اللبنانيين انفتحوا حتى انفضحوا في تنفيذ راحة امن اسرائيل و العدو هو هو .
لكن سيدة الشهيدة بقي اناس على العهد ، فيروز مازالت حيه، و وديع الصافي ، و بحر لبنان مازال ازرق و الارز مازال اخضرا و لكنه تشوه بعض الشيء فقد اقاموا في غاباته شوارعا و سكنه بعض الجان.
لكن سيدتي الشهيدة بقي اناس على العهد بيروت هي بيروت ، و شعبها لا يتغير ، و الجنوب هو الجنوب و ارضها قد تحرر، و الحمراء مازالت و الوينبي مازالت لكن مات خالد علوان ، و الجبل مازل شامخا و باتر مازالت باتر ولكن مات كمال ، و الشمال بقي شمالا و البقاع بقاعا ولكن مات عباس الموسوي ، و المقاومة مازالت مقاومة لكن كبرت و عظمت و حررت و ولدت مقاوما اسمه نصرالله .
لكن سيدتي الشهيدة ، بقى اناس على العهد و بقيت روحك فائضة في هذا السماء تلهم الاوفياء و تكبر مع العظماء . لكن هذا هو الحال و هكذا اصبحنا ف نستميحك العذر ثانية عما اقترفت ايدينا و يبقى السؤال هل هكذا التاريخ او نحن مشوهي الصورة ؟. سيدتي الشهيدة ، قالوا فيك الكثر و افضل ما قيل : تحجبوا يارجال قد اقدمت سناء
1968 ---1985
سناء يوسف محيدلي: ولدت سناء محيدلي في بلدة عنقون قضاء صيدا ، (7 كلم من مدينة صيدا)جنوب لبنان ، في 14/آب/1968 والدها يوسف توفيق محيدلي . توفيت والدتهافاطمة و هي في الثالثة من عمرها ، و عاشت بعد ذلك في كنف والدها الذي كان ملتصقا بها بعد وفاة والدتها وتزوج بعد ذلك ليكون لسناء اخت واحده - عبير و ثلاثة اخوه هيثم و محمد و رامي . نمت سناء ميحيدلي في بيت و طني حيث كان والدها ممن يرفضون الظلم و القهر و الاحتلال كباقي اترابه ورغم تواضع العيش و الحياة خلال الحرب اللبنانية بقيت عائلة سناء تسكن بيروت و مرار الاحتلال تراود صبية تنظر الى مستقبل امة و ليس مستقبل فتاة . عملت سناء في اوقات فراغها و بعد الدراسة في محل معد لبيع اشرطة الفيديو في منطقة المصيطبه - غرب بيروت و خلال عملها هناك قامت بتسجيل 36 شريط فيديو للشهيد و جدي الصايغ الذي نفذ عملييته ضد قوات العدو في منطقة قريبة من الموقع الذي نفذت فيه سناء عمليتها الاستشهادية، و بنفس المتجر ايضا قامت بتسجيل و صيتها عبر كاميرا للفيديو من نوع "في اتش اس" ، و وجهت من خلال التسجيل رسائل الى رفاقها و اهلها و اوصت بتسميتها عروس الجنوب.
تنفيذ العملية :سناء يوسف محيدلي _ الثلاثاء 9 نيسان " ابريل" 1985
الساعة الحادية عشرة من قبل ظهر يوم الثلاثاء الموافق 9 نيسان ابريل 1985 تعبر سيارة بيجو 504 بيضاء اللون ، الحاجز المقام في منطقة باتر - جزين في طريقها نحو الجنوب اللبناني ، و قد سبق للسيارة أن توقفت وراء الحاجز المقام للعبور نحو الجنوب ثم انضمت فيما بعد الى طابور طويل من السيارت ، و بعد عبورها الحاجز الاول لم تكمل السيارة طريقها بل سارت ببطء و دون ان ينتبه احد من جنود الاحتلال الصهيوني او العملاء لما يتقدم عليه الشهيدة سناء محيدلي ، التي كانت تقود السيارة و التي كانت تتجه بكل عزم و اصرار نحو قافلة عسكرية اسرائلية تتجرك في المنطقة ضمن اجراءات القيادة العسكريةالاسرائيلية لأخلاء معدات من مةاقعها في القطاع الشرقي من لبنان استعدادا لتنفيذ المرحلة الثانية من الانسحاب . و قد لاحظ احد جنود العدو الصهيوني أن السيارة لم تكمل طريقها وفق ما اشار لها احد حراس نقطة التفتيش ، فاقترب منها محاولا التدقيق بهوية الفتاة التى كانت تقود السيارة و لكن كانت سناء محيدلي اكثر اصرارا و تصميما و سرعة ، فانطلقت بسيارتها باتجاه القافلة و اجتازت حاجزا حديديا موضوعا بشكل افقى امام مركز التجمع و امامه عوائق صغيره متعدده ، فاطلق حامية الحاجز الصهيوني رشقات من الرصاص باتجاه السيارة ولكن اصرار و عزيمة المقاومة الشهيدة كانت اسرع بالوصول الى تجمع القافلة و فجرّّت السيارة .
- البيان العسكري الاسرائيلي :
الناطق العسكري الاسرائيلي اعترف بالعملية اثناء النشرة الاخبارية التى يذيعها رايو اسرائيل عند الساعة العاشرة ة النصف ليلا و قال المذيع أن خبرا طارئا قد وصله نقلا عن الناطق العسكري الاسرائيلي يقول : " ان ضابطين من الجيش الاسرائيلي قتلا وان جنديين آخرين اصيبا بجروح من جراء انفجار سيارة مفخخة في نقطة عبور باتر- الشوف في لبنان وان السيارة المفخخة وصلت من الشمال (بيروت) و انفجرت عندما اقترب جنود من حاجز اسرائيلي لتفتيشها" . وكالات الانباء و مصادر حزبية في بيروتاجمعت على أن خسائر العدو كانت اكبر و ان عشرين جنديا قد قتلوا خلال العملية و دمر عدد من الاليات التى كانت تمر على شكل قافلة من مركز التجمع.
الى ا شجع الرجال ... سناء يوسف محيدلي سناء العرب..
من الاسم والعينين , من مسام الجلد فيك يطل السناء يا عروس الشهداء . في ذلك الصبح من يوم الثلاثاء , في ليل عربي ادلهم بالهم والغم , يشرق قمر اسمه (( سناء )) .
في زمن عربي تزنر بالهزيمة , تزنير بالفداء صبية , وتزف الوطن , الى مجد العرب , والى عرس العروبة ... (( سناء )) .
في زمن يمم الكثيرون وجوههم صوب الاستجداء بعدما تيمموا بوهم الصلح والتفاوض والاعتراف , توضأت بالشهادة (( سناء )) ... وصلت فينا ركعتين وما كنا نصلي خلفها , فقد كانت تؤم جموع الشهداء .
اه يا (( سناء )) ... يا اشجع الرجال الرجال !! بلغتنا الرسالة , قرأنا الوصيه , وسمعنا الدعاء ... ولسنا ندري هل نتعلم منك ابجدية الفداء , ام سنكتفي بالدعاء : عاشت الاسماء ... عاشت الاسماء , وليرحم الله (( سناء )) مع الابرار الصديقين والشهداء !!
ونستطيع القول أن سناء بإختيارها هذا أرادت أن تحدث التغيير في الحياة ... في حياة إخوتها وأهلها وكل اللبنانيين . ولم تمت سناء من اليئس بل من الأمل وأثبتت أن الإنسان عباره عن كائن قادر على التضحيه بنفسه وعلى العطاء المستمر .
سناء محيدلي : (( أتمنى أن تتعانق روحي مع أرواح الشهداء الذين سبقوني وتتوحد معهم لتشكل متفجرة تنفجر زلزالا على رؤوس جيش العدو )).
وأخيـرا أفخر بأن إسمي هو سنــاء .. فخراا اعتز به كثيرا | |
|